أعطني الناي لحنها ملحن يعشق الموسيقى من نوعها الفريد الحديث وكان كل هدفه
أن يطور تلك الأغنية بلحن غير مألوف وفي نفس الوقت تأثيره على النفس عميق.
كنا قد ذكرنا في النبذة المنشورة في عدد «البناء» بتاريخ 30 تموز المنصرم تحت عنوان
«الرفيق إميل خليل بندقي: ذكرياتي مع سعاده» أن الفنان نجيب حنكش
هو ملحن أغنية «أعطني الناي وغنّ» 1 ، وهذا شائع ونقرأ عنه في أكثر من
مكان.
بعد أيام، وردتني من الرفيق الشاعر يوسف المسمار شاعر مهجري ومناضل حزبي
في البرازيل التوضيح التالي: « ملحّن قصيدة جبران خليل جبران ليس نجيب حنكش 2 ،
إنما الموسيقار
روميو فارس وقد عرّفني إليه الاستاذ الموسيقار عبود حداد، وهو والد المحامية عليا حداد
وأخبرني الاستاذ عبود حداد أن روميو فارس وعبود حداد اتفقا على أن يلحّن كل واحد
منهما قصيدة لجبران
فلحّن روميو قصيدة أعطني الناي وغنّ، ولحّن عبود حداد قصيدة يا نفس، وغنّتها
ماري عطية، وكانت صاحبة صوت جميل وقد تعرّفتُ إليها. وعندما جاء الأمين عصام المحايري إلى
سان
باولو وحضر احتفال الحزب في النادي الحمصي كانت ماري عطية معنا في الاحتفال
وجلست إلى جانبي وصورتها معي في الاحتفال. وإذا كان نجيب حنكش هو الملحّن لماذا لم
يلحّن
غير أعطني الناي؟ وعندما قلت للأستاذ عبود أن نجيب حنكش لحّن
شعر جبران أعطني الناي ضحك وقال: نجيب ليس ملحناً ولا موسيقاراً، نجيب مقدّم حفلات ترفيهية
ونكات فكاهية.
عمدتُ إلى احالة هذا الموضوع إلى كل من الرفيقة دلال شفيق ناصيف ابنة
أخ الرفيق زكي والرفيق د.نبيل ابو مراد 3 . فتسلّمت من الرفيقة دلال الجواب التالي:
«نجيب
حنكش لم يكن مطرباً ولا ملحّناً لم يغنّ بحياته سوى أغنيتين: الأولى ناولني الناي
وغنّ لجبران وغنّاها على لحن الكومبارسيتا المشهورة. والثانية فيكي يا دار الوفا لحرفي زحلاوي،
هاوي الشعر والتلحين، من عائلة صعب وغير معروف الّا في زحلة.
أما الرفيق د. نبيل ابو مراد فقد أكد لي في اتصال هاتفي صحة ما جاء
في رسالة الرفيق يوسف المسمار،
وأن الفنان نجيب حنكش جلب هذا اللحن من البرازيل التي كان أقام فيها فترة من
الزمن.
نأمل من كلّ رفيق أو مواطن يملك رأياً محدداً في الموضوع المذكور آنفاً، أن يكتب
إلى لجنة تاريخ الحزب.
قصيدة اعطني الناي وغنّ
كلمات جبران خليل جبران
أعطِني الناي وأنشد
فالغِنا سرّ الوجود
وأنين الناي يبقى
بعد أن يفنى الوجود
هل اتّخذتَ الغاب مثلي
منزلاً دون القصور
وتتبَّعتَ السواقي
وتسلّقتَ الصخور
هل تحمَّمتَ بعطرٍ
وتنشّفتَ بِنور
وشربتَ الفجر خمراً
في كؤوس من أثير
أعطِني النايَ وغنِّ
فالغِنا خير الصلاة
وأنينُ الناي يبقى
بعد أن تفنى الحياة
هل جلستَ العصر مثلي
بين جفْناتِ العِنَب
والعناقيد تدلَّت
كَثُريَّات الذهَب
هل فرشْتَ العشب ليلاً
وتلحَّفْتَ الفضا
زاهداً في ما سيأتي
ناسياً ما قد مضى
أعطني النايَ وغنِّ
واَنسَ داءً ودواء
إنما الناسُ سطورٌ
كُتِبَتْ لكن بِماء!
هوامش
1 أنشدتها فيروز في مهرجان الأرز 1964.
2 في حديث تلفزيونيّ مع رئيس القسم الثقافي في «السفير» الأديب بيار صعب،
يوم الأحد 20/11/20016 أورد أّن ملحن أغنية أعطني الناي للمطربة فيروز هو الفنان الراحل نجيب
حنكش.
3 الدكتور نبيل أبو مراد: من وادي شحرور. أستاذ جامعيّ، ومؤلّف أكثر من كتاب عن
الرحابنة وعن فيروز.
ملحن اغنية اعطني الناي وغني,
ملحنين أعطني الناي وغني.